ما هي التقنيات الحديثة في البناء؟ وما هي أهمية هذه التقنيات؟ إن التطور التكنولوجي يأتي لنا يوميًا بمُستحدثات تجعل الحياة أكثر رفاهية وتقدمًا وسهولة، ومن إيجابيات التطور الحالي الذي نشهده هو استحداث تقنيات وطرق جديدة كليًا تسهل من عملية إنشاء المباني وتدشينها، وسوف نتفرد من خلال موقعنا إلى التعريف بهذه التقنيات موضحين كافة التفاصيل والمعلومات عنها.
التقنيات الحديثة في البناء
لأننا في عصر التكنولوجيا ذات النمو المتسارع في كل دقيقة تقريبًا شمل تطورها هذا شتى مناحي الحياة حتى ظهرت لنا التقنيات الحديثة في البناء، التي جعلت مجال البناء أكثر تقدمًا واحترافية وأقرب إلى المثالية، ولقد تعددت التقنيات والأساليب الحديثة في هذا المجال ونتعرف إلى أهمها فيما يلي:
تقنية روبوتات البناء
تقنية روبوتات البناء من التقنيات الأحدث في مجال البناء ولكنها لا تزال في بدايتها، ولكن بالرغم من حداثتها وقلة انتشارها إلا أن الحاجة إليها باتت زائدة في بعض الدول التي تعاني من نقص العمالة والتنافر والبُعد الذي فرضه انتشار فيروس كورونا عند ظهوره، وتنقسم الروبوتات إلى 3 أنواع مختلفة وهي:
الروبوتات المستقلة
الروبوتات المستقلة أشبه بروبوتات الخيال العلمي، حيث تعمل على مسح البيئة بالكامل وأداء مهام كثيرة معقدة باستخدام أدوات متعددة باستقلالية وهي من أهم التقنيات الحديثة في البناء.
روبوتات المصنع
هذا النوع من الروبوتات يقوم بأداء مهمة واحدة فقط بدرجة مثالية مثل المهام الخاصة بالتصنيع البسيط وبمعدل متكرر.
الروبوتات التعاونية
الروبوت التعاوني يستخدم في أماكن العمل بغرض التخفيف من ثقل العمل عن كاهل العامل البشري، وذلك من خلال المساعدة في حمل المعدات والأدوات المختلفة.
تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM)
بي آي إم تعتبر من أشهر التقنيات الحديثة التي تستخدم في مجال البناء، وهي عبارة عن أداة ذكية تهدف إلى النمذجة ثلاثية الأبعاد وتعمل على دعم محترفي البناء والتصميم والهندسة من أجل التخطيط وتعديل وإدارة المباني بالإضافة إلى البنية التحتية.
يبدأ استخدام هذه التقنية من خلال إنشاء النماذج ودعم إدارة المستندات، بجانب التنسيق والمحاكاة خلال فترة المشروع ويشمل ذلك التصميم والتخطيط والبناء ثم التشغيل والصيانة فيما بعد.
كما أن هذه التقنية تسمح بوجود تعاون جيد جدًا بين فرق العمل في البناء، لأنه يتيح لكل خبير إمكانية إضافة مجال خبرته لنفس النموذج ومن أهم هذه المجالات الهندسة الكهربائية والمعمارية والميكانيكية والمدنية، وهذا يسمح بمراجعة كافة التطورات المشروع والحصول على نتائج فورية للعمل.
تقنية الواقع المعزز(AR)
الواقع المعزز هي واحدة من التقنيات الحديثة في البناء وهي عبارة عن طبقة رقمية من المعلومات التي تعمل على تعزيز رؤية العالم الحقيقي، حيث يمكن للمتخصصين في البناء أن يلقوا نظرة على موقع العمل ومعرفة كافة المعلومات عنه باستخدام جهاز محول مزود بكافة تقنيات الواقع المعزز، وتتعدد استخدامات الواقع المعزز في البناء ومن أهمها:
تصوير التعديلات
بإمكان المقاول تصور التغييرات المحتملة قبل البدء في تنفيذها، وذلك عن طريق إضافة طبقات وتعديلات المشروع بشكل مباشر على مكان العمل.
أتمتة القياسات
هذه التقنية تساعد كثيرًا عمال البناء على متابعة خطط البناء بكل دقة عن طريق قياس المساحة الفعلية على أرض الواقع.
توفير معلومات السلامة
بإمكان الأجهزة الخاصة بتقنية الواقع المعزز أن تعرض كافة معلومات السلامة خلال الوقت الحالي عن طريق التعرف إلى المخاطر الموجودة في البيئة.
أنظمة أرضيات الوصول المرتفعة
تسمى كذلك بأرضيات الكمبيوتر ذات الوصول العالي وهي إحدى أهم التقنيات الحديثة في البناء، وهي عبارة عن نموذج بناء تُبنى فيه أرضية مرتفعة بعض الشيء فوق سطح من اللوح الخرساني الأصلي للمبني، وهذه الخطوة تُحدث فراغًا خفيًا فيما بين الطابقين يسمح بمرور التمديدات الميكانيكية والكهربائية.
من أهم مميزات هذه التقنية هو أنها تسمح بتوزيع الخدمات في المبنى وتمكن السكان من الاستفادة بأحدث أساليب البناء، مثل توزيع الهواء أسفل الأرضية مما يضمن تدفق جيد جدًا للهواء واستهلاكًا أقل للطاقة.
تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
باتت الطباعة ثلاثية الأبعاد من التقنيات الحديثة في البناء الأشهر على الإطلاق وخاصةً لما تشكله من تغييرًا في مصادر المواد، ومن أهم مميزاتها أنها تقوم بإنشاء كائن ثلاثي الأبعاد مشتق من نموذج تصميمي باستخدام الكمبيوتر والبدء في بناء هذا الكائن طبقة.
كما أنها تتيح إمكانية التصنيع المسبق في الموقع أو خارجه ثم مقارنتها بأساليب البناء العادية، ولقد سهلت طباعة المواد الهامة للتصنيع المسبق لكي تكون جاهزة للاستخدام الفوري لاحقًا، بالإضافة إلى أنها تحد من الإهدار في المواد وتوفير الوقت والجهد من خلال إنتاج عينات كاملة ثلاثة الأبعاد والاهتمام بمراقبة كافة التفاصيل المصممة بدقة.
تقنية البناء المعياري
يعتبر البناء المعياري من أشهر التقنيات الحديثة في البناء وهي إحدى الطرق البديلة في البناء، ويتم فيها هياكل خارج مكان الموقع وتسليمها على هيئة قطع والبدء في تجميعها باستخدام الرافعات.
عادةً ما يتم بناء المبنى في نفس وقت تجهيز الموقع تكون سرعة البناء المعياري ضعف سرعة المشروعات الإنشائية العادية، ومن أهم مميزات هذه التقنية هي الحد من كثرة مخلفات البناء لأن هناك الكثير من المباني يتم بنائها في نفس الوقت بمصنع واحد، مما يسمح باستخدام المواد الزائدة أو الإضافية في أي من المشاريع بالمصانع الأخرى.
ومن أهم المزايا الأخرى أيضًا التحسين بالتعلم الآلي حيث يتم في المصنع تحسين ودعم عمليات البناء مع الوقت عن طريق تحسينات البرامج نفسها وهذا يحد من النفايات وفي نفس الوقت يرفع من مستوى الكفاءة.
تعريف تقنيات البناء الحديثة
كما تعرفنا إلى التقنيات الحديثة في البناء نتطرق إلى التعريف بمفهومها كما أوضحته شركة ارى، وهي عبارة عن أساليب جديدة وحديثة مُحسنة تستخدم من أجل تنفيذ عمليات التشييد والبناء، وهذه الأساليب تشمل استخدام العناصر والهياكل والوحدات المتكررة مما يسمح ببناء المباني خلال وقت قصير وبتكلفة أقل.
كما أنها تشمل استخدام المواد البنائية الحديثة المبتكرة للمساعدة في ترشيد الوقود وكافة الموارد الطبيعية وتحسين كفاءة الطاقة، وتهدف كافة مبادرات تحفيز أساليب البناء إلى تحسين آلية العرض والطلب لجميع التقنيات الحديثة والمستدامة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ عن تطور التكنولوجيا في مجال التصميم المعماري، مما يعني أن تقنيات البناء الحديثة تعتبر هي اللبنة الأولى في البناء المستدام.
تاريخ تقنيات البناء في التصميم المعماري
لقد ظهرت المقدمة للبناء الحديث في التصميم المعماري بالذات نتيجة الاختراقات التي حدثت في عمليات ومجالات مختلفة مثل مواد البناء ومجال التقنية المعمارية وتسوية الطريق العادية وما يتطلبه العصر الحالي من توفير في المساحة والحد من التكلفة والآثار البيئية السلبية على البيئة.
تلك التقنيات الحديثة في البناء تمكنت من تقديم مبانٍ متينة وسريعة التنفيذ وأكثر توفيرًا للطاقة، كما أن اختيار الأساليب المناسبة لتصميمات المبني وتطبيقها حسب المعايير المحلية والدولية يضمن إنشاء مباني مستدامة وذات تصميم رائع مع توفير الحلول المثالية لتحديات العملاء وكافة الاتجاهات القائمة حاليًا بمجال التصميم المعماري.