ما هو مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية؟ حيث أن هذه المهنة واحدة من أكثر المهن والوظائف التي تثير جدل العديد من الموظفين، فيقصد بإدارة الموارد البشرية أي إدارة القوى العاملة، وهم المسؤولين عن إدارة القوى العاملة داخل الشركات والمكاتب والمؤسسات والقطاعات الوظيفية بشكل عام، سواء كانت حكومية أو خاصة، حيث ينصب دور هذه المهنة حول اختيار وتدريب وتعيين الموظفين من حيث الخبرة والكفاءة والمؤهل، وغيرهم من المتطلبات اللازمة للعمل، فضلًا عن متابعة مدى سريان العمل طبقًا للقوانين وغيرها من المهام التي سوف نتعرف عليها تفصيلًا في السطور القادمة.
مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية
في ظل التقدم الحضاري الذي أصبحنا عليه اليوم، فقد اتسعت رقعة الأعمال والمهام الوظيفية إلى حد كبير، مما تسبب في تعدد أقسامهما ومهامها، وعليه كان الأمر يلزم وجود فريق متخصص لإدارة الأعمال ومتابعة الموظفين، والحرص على تحقيق أهم الأهداف المرجوة من إنشاء قطاع العمل أو المؤسسة العمالية.
وتأسيسًا عليه فقد تم تكوين فريق إدارة القوى العاملة، يرأسهم أكفأ من فيهم، وهومن يطلق عليه البعض في وقتنا الحالي اسم الـHR، يتواجدون داخل جميع قطاعات العمل، بشأن إدارة الجوانب المختلفة التي يقوم عليها القطاع، من حيث الناحية الاستراتيجية والسياسية والمادية، إلى أن يشمل هذا الفريق جميع الجوانب.
وعليه فإن لمستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية العديد من المجالات والتفرعات، نتعرف عليها فيما يلي:
أولّا: متخصص الموارد البشرية
في إطار التعرف على مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، فإن عمل متخصصي الموارد البشرية ينصب حول اختيار الموظف المناسب بالمكان المناسب، من حيث طبيعة الموظف وخبرته في العمل، ومن ثم مؤهله الدراسي، وجميع العوامل التي من شأنها أن تساعد متخصص الموارد البشرية في تعيين الموظفين.
وعليه فيمكننا القول بأن متخصص الموارد البشرية يلعب دورًا هامًا في تعيين وتوظيف وتكوين العلاقات العامة، فضلًا عن تطوير سياسات الشركة أو القطاع الذي يعمل به، وتطوير الخطط الاستراتيجية لها، مع مراعاة كافة البنود القائم عليها قطاع العمل، ومن الجدير بالذكر أن رواتب متخصصي الموارد البشرية تختلف من شخص إلى آخر بحسب خبرته وكفاءته وقدرته في تأدية المهام المكلف بها، ولكن يتراوح متوسط راتبه سنويًا ما بين ٥٠ ألف إلى ٧٥ ألف دولار أمريكي.
ثانيًا: متخصص التوظيف
نستأنف معكم حديثنا نحو مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، حيث إن متخصص التوظيف فرع من فروع إدارة الموارد البشرية، أو القوى العاملة، فهو المسؤول عن تعيين أكفأ الموظفين من خلال البحث عن أفضل المواهب الموجودة بقطاع العمل، فضلًا عن تصميم وتنفيذ كافة الخطط الاستراتيچية التى يُبنى عليها أركان المؤسسة أو قطاع العمل.
ترتكز أيضًا مهام متخصص التوظيف في إجراء المقابلات للمرشحين للعمل، واختيار الأنسب منهم والأفضل بحسب قواعد وقوانين الوظيفة المطلوبة، يقتضي بنا القول بأن الطلب يزداد بشكل كبير على متخصصين التوظيف، نظرًا لقدرتهم الهائلة في جذب أكفأ الموظفين وتعيينهم، وعليه فإن متوسط رواتب متخصص التوظيف بشكل سنوي تتراوح بين ٤٥ ألف إلى ٧٥ ألف دولار أمريكي، والمرتب السابق الإشارة له يمكن أن يزداد بفضل الخبرة والكفاءة التي يتحلى بها متخصص التوظيف.
ثالثًا: محللي التعويضات
في ضوء التعرف على مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، فإن محللي التعويضات واحدة من المهن التي لا تندرج كثيرًا على آذاننا، ولكنها تلعب دورًا هامًا في مجال إدارة الموارد البشرية، وذلك من خلال تحديد قيمة التعويضات والمستحقات المتعلقة بالموظفين العاملين بالقطاع، بالإضافة إلى استنباط البيانات وتحليلها بصورة دقيقة، وتصميم وتنفيذ أهم البرامج المختارة لفاعلية ومهارة قطاع العمل، تقتضي بنا الإشارة أيضًا بذكر الرواتب الخاصة بمحللي التعويض أن المتوسط السنوي يتراوح ما بين ٦٠ ألف حتى ٩٠ ألف دولار أمريكي.
رابعًا: متخصص التدريب
لا زال نقاشنا مفتوحًا حول مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، حيث يقع دور متخصص التدريب حول تأهيل الموظفين وتجهيزهم للقيام بالمهام الوظيفية، ومتابعة مدى تطور الموظف أثناء عمله، فضلًا عن تفعيل الخطط والبرامج التدريبية، والارتكاز على مهارات وخبرات الموظف، حتى يتم استخلاص أفضل ما لديه لتنمية مهام العمل، أما فيما يخص رواتبهم فإنها تتراوح سنويًا ما بين ٥٥ ألف إلى ٨٠ ألف دولار أمريكي.
خامسًا: مستشار الموارد البشرية
بشأن الحديث حول مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، حيث إن مستشارة الموارد البشرية واحدة من المهن المتفرعة من إدارة الموارد البشرية، يتمثل دوره حول تقديم الخطط التنفيذية التي من شأنها تطوير قطاع العمل، والارتقاء به للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، فضلًا عن تحديد أهم الأهداف المطورة لسياسات القطاع، ومن ثم إضافة الآراء والاستشارات التحسينية لرفع شأن المؤسسة.
وفي معظم الأحيان يكون عمل مستشار الموارد البشرية مستقل عن غيره نظرًا لتمثيله الجانب الاستشاري للقطاع، ويتم حساب قيمة مرتبه بالساعة، حيث تتراوح قيمة الساعة بين ٥٠ إلى ٢٠٠ دولار أمريكي، حيث يعود الأمر إلى مدى خبرته وقدرته على أداء المهام الاستشارية.
سادسًا: مدير العلاقات العامة
لا زال نطاق حديثنا متاحًا حول مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، فمن تفرعات تلك المهنة مدير العلاقات العامة للموظفين والذي ينصب دوره حول، إدارة العلاقة بين الموظف والشركة، ومن ثم تخطي الصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تواجه الطرفين، إضافة إلى كيفية التعامل مع الموظفين، وتوطيد العلاقات بشكل عام، وحل المشكلات والتعامل بإيجابية مع الشكاوى المقدمة له، والوصول إلى حلول مناسبة تساهم في تعزيز المهام الوظيفية والعلو بمهارة الموظفين داخل المؤسسة.
ويعد راتب مدير العلاقات العامة للموظفين، من أعلى الرواتب الموجودة، حيث يتراوح راتبه سنويًا بين ٦٠ ألف إلى ٩٠ ألف دولار أمريكي.
سابعًا: متخصص التطوير التنظيمي
يلعب متخصص التوظيف دور هام في تحسين أنشطة وفعاليات المؤسسة العملية، ومن ثم العمل على تطوير الخطط والاستراتيجيات الفكرية، والارتقاء بالأساليب المتاحة بالشركة، وزيادة مهارتها، ومن ثم استنباط واستكشاف القواعد التنظيمية التي يقوم عليها قطاع العمل، ومن ثم تقييم الموظفين، وتغيير النقاط السلبية إلى نقاط قوة وتنمية، والحفاظ على النقاط الإيجابية والعلو من شأنها، ومن ثم زيادة الإنتاج وارتفاع الأرباح، أي الوصول إلى الهدف الرئيسي من إنشاء أي قطاع أو مؤسسة عمل، فهو الأمر الذي يحافظ على قوة المؤسسة وجدارتها على المدى الطويل، فهو الحصن المنيع لها، من الوقوع في الأزمات أو العوائق.
أما فيما يخص مرتب متخصص التطوير التنظيمي، فإن متوسط المرتب السنوي يتراوح بين 65 ألف إلى 95 ألف دولار سنويًا، مع الوضع في الاعتبار أن هذا المبلغ يمكن زيادته بفضل عوامل الخبرة، والمهارة والكفاءة التي يؤديها في عمله، وقدرته على المهام الوظيفية.
أهمية وظائف إدارة الموارد البشرية
تكمن أهمية إدارة وظائف الموارد البشرية في أنها تفتح العديد من الأبواب التي تساهم في رفع كفاءة الموظفين إلى حد الاحتراف، وزيادة فرص العمل، وإتاحة التدريب على أعلى المستويات، الأمر الذي يتسبب في، إطالة عمر قطاع العمل، ومن ثم توفير الصحة النفسية والجسدية لشتى الموظفين العاملين، بالإضافة إلى فائض الأرباح وارتفاع الأجور.
في النهاية تعرفنا معًا على مستقبل مهنة إدارة الموارد البشرية، وتوصلنا إلى الأهمية القصوى التي تمثلها تلك الوظائف في وقتنا الحالي، وأثرها في المستقبل على قطاعات العمل من حيث التنمية والتطوير، ومن ثم إطالة عمر المؤسسة.