أصبحت تجربة الموظف الرقمية محور رئيسي لنجاح المؤسسات والشركات، حيث لم يعد نجاح الشركات يعتمد فقط على الاستراتيجيات التقليدية بل أصبح مرتبط بشكل وثيق بمدى قدرة المؤسسة على القيام بتوفير بيئة رقمية متكاملة تسهل حياة الموظفين وتعمل على تعزز من إنتاجيتهم وإبداعهم.
تجربة الموظف تتجاوز فكرة توفير الأدوات التقنية الحديثة والتي منها الحواسيب والبرمجيات المتطورة فهي تتعلق بشكل أكبر بكيفية تصميم وتكامل تلك الأدوات من أجل تلبية احتياجات الموظفين وتوقعاتهم، في الوقت الحالي ينظر إلى التكنولوجيا أنها وسيلة من أجل تحقيق الكفاءة والتواصل والتعاون بين الفرق وهو ما يساهم في تحقيق الأهداف المشتركة بطرق أكثر فعالية.
تجربة الموظف الرقمية
تعتبر تجربة الموظف هي مجموعة من التفاعلات الرقمية التي يمكن أن تحدث ما بين الموظف والشركة التي يعمل بها، حيث أن الهدف هو العمل على خلق بيئة رقمية وواقعية تقوم بتشجيع التعاون والتواصل من خلال استخدام نهج مصمم بمنتهى العناية من أجل أن يشعر الناس بالدعم أثناء اليوم.
ومن الممكن أن يؤدي قسم الموارد البشرية دور هام هنا في العمل على تطويره لكي يصبح مصدر أساسي لتحسين تجربة الموظف الرقمية من خلال إعادة النظر إلى العديد من الأمور التي قد منعت من اندماج الموظف داخل العمل.
كما توضح شركة ارى أن تجربة الموظف تتمثل في مجموعة من الخبرات والاعتبارات المدبرة التي يتم تطويرها من خلال المنظمة من أجل تحسين عمل موظفيها وحياتهم المنزلية بالإضافة إلى معرفة مدى إنتاجيتهم العامة، حيث ترتبط كل من ثقافة الشركة وكل التفاعلات الشخصية مع جميع الرؤساء والزملاء والعملاء على تجربة الموظف.
لماذا تعتبر تجربة الموظف الرقمية أمر هام
تعتبر تجربة الموظف الرقمية مشابهة إلى تجربة العملاء إلا أن تجربة الموظف يكون لها تأثير مباشر على ربحية الشركة، حيث يعتبر الموظفون الراضون هم الموظفين الأكثر إنتاجًا، كما يتأثر الموظفين بشكل سلبي في حالة ما لم يتم تدريبهم بصورة كافية، أو لم تتوفر لهم الأدوات التي يكونوا بحاجة لها للقيام بكل واجباتهم، وفي الغالب ما يعبرون الموظفين غير الراضين من خلال عدم إنتاجيتهم أو ترك الشركة.
الموظفون الذين يرون فرص أفضل في مكان آخر حيث تكون تجربة الموظف مثالية وفي الغالب ما يفقدون الالتزام بوظيفتهم الحالية، وعندما يفقد الموظف الالتزام يتراجع العائد على استثمار رأس المال البشري وبالتالي تصبح عملية بناء ثقافة إيجابية في مكان العمل أكثر صعوبة، كما يؤدي هذا إلى الشعور بالإحباط بسبب بطء الأنظمة والعمليات إلى تدهور المعنويات وشعور الموظفين بالعجز.
في المقابل الموظفون الذين يحظون بتجربة إيجابية في عملهم يكونون أكثر اندماج وإنتاجية كما يظهرون التزام أكبر تجاه الشركة، إن هؤلاء الموظفون يشعرون بالانتماء والملكية وهذا يجعلهم أكثر احتمال للبقاء مع شركتك لفترة طويلة.
كيف يمكن لمسؤل الموارد البشرية خلق تجربة الموظف الرقمية مثالية
بفضل التقدم التكنولوجي الرقمي الذي ساهم في العمل على تحسين تجربة الموظف الرقمية ، أصبح الموظفون يتوقعون الآن الحصول على تجربة عمل تتماشى مع تلك التي تعودوا عليها كل المستهلكين، ومن أجل أن تحقق ذلك يجب على مسؤلي الموارد البشرية التركيز على الجوانب التالية:
سهولة الوصول إلى المعلومات
يتوقع الموظفون القدرة الكبيرة على الوصول السريع والمريح إلى الخدمات والعمليات والمعلومات الشخصية والإجراءات المختلفة من خلال الإنترنت، حيث يريدون القيام بذلك من أي جهاز يختارونه وفي أي وقت ومن أي مكان.
كما يجب أن تكون تلك التفاعلات سلسة وخالية من العوائق لأن التطبيقات المعقدة والمعطلة تشكل مصدر إحباط بالأخص عندما يبحث الموظفون عن أي معلومات ضرورية من أجل أداء وظائفهم أو لكي يتمكن من تحقيق أهدافهم المهنية أو الشخصية.
استجابة فورية
يجب أن تكون كل المعلومات وخدمات الخدمة الذاتية متاحة للجميع على مدار 24 الساعة، حيث أن الموظفين لا يفضلون الانتظار من أجل الحصول على المعلومات التي يحتاجونها، كما يجب الاعتماد على ممثلي الموارد البشرية من أجل الحصول على المعلومات وهو ما يضيف عبئ غير ضروري، خاصة عندما يكون الوقت عامل حاسم، من الأمثلة على ذلك عند الحاجة إلى معلومات المزايا الصحية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على حياة الموظف الشخصية.
شفافية العملية
عند أداء الوظائف وتحقيق التوقعات يسعى جميع الموظفون لكي يتمكن من فهم آليات العمل وفرص التطوير والتقدم داخل الشركة، وهذا يعزز الشفافية في العمليات يساعد في القيام ببناء الثقة ويزيد من المشاركة، وهو ما يسفر عن وجود موظفين أكثر سعادة والذين يؤدي في النهاية إلى تحسين الإنتاجية والأداء العام للشركة.
الشعور بالانتماء
يرغب جميع الموظفون في الشعور بالاندماج في العمل وأن يكون لعملهم معنى وأهمية، وأن الأنظمة التي لا تعزز التنوع والشمولية يمكن أن تؤدي إلى شعور بالعزلة، بينما الأنظمة التي تجعل الموظفين يشعرون بالترحيب والتقدير كمساهمين هي التي تخلق إحساس قوي بالاتصال، وتلهم الولاء والالتزام تجاه الشركة.
تحديات تقديم تجربة الموظف الرقمية مميزة
تواجه الشركات عدة تحديات أثناء سعيها للقيام بتقديم تجربة الموظف الرقمية مميزة، وتتمثل هذه التحديات في التالي:
- إدارة عمليات متعددة وهي التي تشمل التحديات إدارة جوانب مختلفة ومن أهم الأمثلة عليها استقبال الموظفين الجدد والتدريب وإدارة الأداء والتطوير الوظيفي.
- يتطلب الأمر التأكد من أن جميع العمليات تلتزم بالتشريعات واللوائح القانونية والتنظيمية على مستوى المؤسسة.
- من الضروري التعرف على جميع احتياجات الموظفين وتوقعاتهم، بالإضافة إلى العقبات التي يواجهونها خاصة عند استخدام أنظمة الموارد البشرية والمؤسسات.
- تحقيق أفضل استخدام لوقت موظفي الموارد البشرية وخبراتهم بحيث تكون جهودهم موجهة نحو تقديم قيمة حقيقية.
- السعي نحو القيام بتقديم تجربة موظف متسقة وموثوقة لجميع الموظفين بطريقة تكون عادلة ومنصفة يعتبر تحدي دائم للشركات.
أهمية اتصال إدارة الرأسمال البشرية
تلعب إدارة رأس المال البشري دور محوري وهام في العمل على تحسين تجربة الموظف داخل المؤسسات، حيث تعد وظيفة الموارد البشرية أمر أساسي في تشكيل تجربة الموظف الرقمية فهي تعمل كأنها حلقة وصل بين سياسات الشركة والموظفين، وتؤثر الموارد البشرية في العديد من جوانب الخاصة بتجربة الموظف من خلال الأنظمة المرتبطة بالمزايا وإدارة الأداء والتعويضات والتدريب وغيرها.
مع مرور الوقت والاعتماد على حلول تكنولوجيا HCM يتم تحويل الكثير من التفاعلات بين الموارد البشرية والموظفين من اللقاءات المباشرة إلى كونها خدمة ذاتية مؤقتة عبر بوابات الشركة، وعلى الرغم من أن هذه البوابات الإلكترونية قدمت مستوى جديد من الراحة للموظفين إلا أن هذا التحول لم يكن دائمًا سلس، حيث أظهرت بعض واجهات المستخدم أن هناك تعقيد وإحباط للمستخدمين.
لكن على الرغم من أن حلول HCM تكون ثابتة الأسس ونظرًا للتطور الكبير الذي قامت بتحقيقه لتصبح وظيفية وداعمة، فقد زادت فرص خلق تجربة أفضل لكل الموظفين عن طريق كل هذه الحلول بصورة ملحوظة.
في الختام قد قمنا بالتحدث حول تجربة الموظف الرقمية وما هي التحديات التي تواجهها وما هو دور مسؤلي الموارد البشرية.